مشكلات التدريس الصفي والاحتراف في التدريس كمدخل للعلاج

الحمد لله رب العالمين، عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره يعلم ما كان وما يكون ما لم يكن لو كان كيف يكون وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام المبعوث رحمة للعالمين وبعد: عزيزي المعلم تخيل يوماً تجد فيه كل طلابك وزملائك وأولياء أمور طلابك أشخاصاً لطفاء ومتعاونين يفعلون ما تعتقده مهما، وعندما يختلفون معك يعبرون عن أنفسهم من دون غضب أو موقف سلبي، وتخيل أيضاً، أن لديك الحرية في تعليم طلابك وفقاً لحاجاتهم وليس من أجل اختبار مخيف. وإذا أساء طالب التصرف وأرسلته إلى الإدارة فإنك تكون على ثقة تامة بأنك ستحظى بالدعم الذي تريده، وعندما تتحدث، فإن طلابك وزملاءك وإدارتك سوف يصغون إليك حقاً، وتخيل ـ أيضاً ـ أنك عندما تتصل بأولياء أمور طلابك فسوف تجدهم تواقين لحل أي مشكلة بدلاً من أن يسارعوا إلى الانحاء باللائمة عليك. وتخيل أن طلابك يتقدون حماسة ـ كما تحب أنت ــ عندما يدخلون غرفتك. مهما وجدت هذا صعباً على التصديق، فأن أيامك يمكن أن تكون تماماً على هذا النحو، وكذلك ـ وهذا هو الأهم ــ لطلابك، الذين يحتاجون منك أن تكون نشيطاً، وحيوياً وملهما في كل يوم حتى تدفعهم إلى شحذ طاقتهم. وفي هذا الإطار عزيزي يأتي هذا الكتاب ليعرض بعض مشكلات التدريس وبعض الأفكار الاحترافية لحلها من خلال سبع وحدات تعليمية تبدأ بالتعريف بدورك كمعلم تتصف بالمرونة في مواجهة مشكلات التدريس لمجموعات الكبيرة، وبعد ذلك تم عرض بعض الأفكار الاحترافية لمعالجة مشكلات التدريس، والفصل الأخير يناقش بالتفصيل معايير المعلم الاحترافي. وسوف تتعلم في هذه الصفحات كيف تجعل تدريسك الجامد والسياسات التعليمية الجامدة أكثر مرونة والطلاب المشاغبين أكثر تعاوناً وأولياء الأمور المتحدين أكثر دعماً والزملاء المستخفين أكثر احتراماً. ولما كان أي جهد علمي لا يخلو من الثغرات في بدايات تكوينه، فأمل أن لايتوانى الزملاء الذين اطلعوا على هذا الكتاب عن إرسال ملحوظاتهم وتعليقاتهم إلى مؤلفه مشكورين لأجل الإسهام في جعل مادته أكثر عمقاً. فما أردت به إلا الإصلاح وما توفيقي إلا بالله والحمد لله رب العالمين.