الثقافة الإسلامية من مصادرها الأصيلة

الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإنّ الإسلام دِين للبشرية, أنزله الله تعالى حقّاً وصِدقاً, وبَعث به رسوله الصادق الأمين  , لِيُبيّنه للناس كافّة, فأدّى الأمانة, وبلّغ الرسالة, حتى ترك الناس على بيضاء نقية. ومهما تقادمت الأزمنة, وتجدّدت الوقائع والحادثات, فإنّ هذا الدّين يبقى صالحاً لِكل زمان ومكان, كافياً للبشرية عن تطلّب الهُدى والصلاح في غيره. لذلك، فإنّ التبحّر في حقائقه وقراءتها وعَرْضها, مِن الأمانة الثابتة, بل مِن الضرورة الأكيدة ــ أيضاً ــ وبخاصة في هذا العصر, ليتنوّرها أبناء المسلمين وبناتهم, وتكون لهم حافِزاً على التمسّك بدينهم, والاعتزاز بانتمائهم, وانتهاج الوسطية والاعتدال في التعاطي مع جميع الـمدخلات. إن تلك الـمقاصد هي الـمستهدَفة مِن تأليف هذا الكتاب بفصوله الخمسة, وهي: الفصل الأول : ظهور الإسلام. الفصل الثاني : الدعوة إلى الله تعالى. الفصل الثالث : الأسرة في الإسلام. الفصل الرابع : تربية الطفل في الإسلام. الفصل الخامس : التربية البيئية. وقد تمّ ــ بفضل الله تعالى ــ الاجتهاد في تحريرها جميعها وتأصيلها وتنظيمها وعَرْضها ، دون اختصار مُخلّ ولا إطناب مُملّ, برجاء أن تُحقق ما قُصِد منها. والله تعالى ولي التوفيق.