في انتظار القطار

في انتظار القطار

تأليف:

عمر فضل الله

41.40 ر.س هاهو النيلُ غَير بعيدٍ، يشهدُ على كُلِّ هذا، وهو مَاضٍ في وِجهتهِ مُمتلئاً وَقَارَاً وَجلالاً وعَظَمةً وحِكمةً، سَخِيَّ الوِفَاضِ، مُتْرَعَاً بالخير، إنه الآن يجري فوقَ جَبهةِ هذهِ الأرض الشَّمَّاء بَعْدَمَا شَهِدَ هذه الأحداث، وَكُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ تَلْعَنُ جُبْنَ هؤلاء القَتَلَة، وَأمْوَاجُه تَتَلَاطَمُ حِنْقَاً عَلَيْهِم، وَهِي تَرْمُقُ مَراكِبَ الغَاصِبِينَ وَبَواخِرُهُم تمخرُ عُبَابَها، وَلو أنَّ الأمرَ بِيَدِهَا لخَسَفَتْ بِهَذِهِ الفُلْكِ إِلى القِيعَان قَبْلَ أنْ تَقْذِفَ بِهَا في طَيِّ النِّسْيَان. هَاهِيَ أَشْجَارُ النَّخِيلِ الخضراء على الضِّفَّتَين، بَاسِقَةً شَامِخَةً مِثْلَ جُنودِ مَمْلَكَةِ مَرَوِي القَدِيمَة. بِتُّ أتخَيَّلُ أَنَّهُم خَرَجُوا مِنَ الأَجْدَاثِ وَاصْطَفُّوا لِيَشْهَدُوا على هَذِهِ الجَرِيمَةِ النَّكْرَاء وَهَذا الاعْتِدَاء عَلَى مَرَاقِدِ الأقْدَمِينَ. هَا هِيَ أَرْوَاحُ الآبَاءِ وَالأجْدَادِ تُرَفْرِفُ فَوْقَ هَامَاتِ القَتَلةِ، تَتَحَيَّنُ فُرْصَةَ الثَّأْرِ وَالانْتِقَامِ مِمَّنْ دَنَّسَ مَرَاقِدَ الأَجْدَادِ وَانْتَهَكَ قُدْسِيَّةَ المَعَابِدِ وَامْتَدَّتْ يَدُهُ الآثِمَةُ لِتَسْتَحْوِذَ عَلَى كُنُوزٍ لَيْسِتْ مِنْ صُنْعِ قَوْمِهِ وَلَا مِنْ فِكْرِ أَسْلَافِهِ أَوْكَدِّهِمْ وَعَرَقِهِمْ. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

هاهو النيلُ غَير بعيدٍ، يشهدُ على كُلِّ هذا، وهو مَاضٍ في وِجهتهِ مُمتلئاً وَقَارَاً وَجلالاً وعَظَمةً وحِكمةً، سَخِيَّ الوِفَاضِ، مُتْرَعَاً بالخير، إنه الآن يجري فوقَ جَبهةِ هذهِ الأرض الشَّمَّاء بَعْدَمَا شَهِدَ هذه الأحداث، وَكُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ تَلْعَنُ جُبْنَ هؤلاء القَتَلَة، وَأمْوَاجُه تَتَلَاطَمُ حِنْقَاً عَلَيْهِم، وَهِي تَرْمُقُ مَراكِبَ الغَاصِبِينَ وَبَواخِرُهُم تمخرُ عُبَابَها، وَلو أنَّ الأمرَ بِيَدِهَا لخَسَفَتْ بِهَذِهِ الفُلْكِ إِلى القِيعَان قَبْلَ أنْ تَقْذِفَ بِهَا في طَيِّ النِّسْيَان. هَاهِيَ أَشْجَارُ النَّخِيلِ الخضراء على الضِّفَّتَين، بَاسِقَةً شَامِخَةً مِثْلَ جُنودِ مَمْلَكَةِ مَرَوِي القَدِيمَة. بِتُّ أتخَيَّلُ أَنَّهُم خَرَجُوا مِنَ الأَجْدَاثِ وَاصْطَفُّوا لِيَشْهَدُوا على هَذِهِ الجَرِيمَةِ النَّكْرَاء وَهَذا الاعْتِدَاء عَلَى مَرَاقِدِ الأقْدَمِينَ. هَا هِيَ أَرْوَاحُ الآبَاءِ وَالأجْدَادِ تُرَفْرِفُ فَوْقَ هَامَاتِ القَتَلةِ، تَتَحَيَّنُ فُرْصَةَ الثَّأْرِ وَالانْتِقَامِ مِمَّنْ دَنَّسَ مَرَاقِدَ الأَجْدَادِ وَانْتَهَكَ قُدْسِيَّةَ المَعَابِدِ وَامْتَدَّتْ يَدُهُ الآثِمَةُ لِتَسْتَحْوِذَ عَلَى كُنُوزٍ لَيْسِتْ مِنْ صُنْعِ قَوْمِهِ وَلَا مِنْ فِكْرِ أَسْلَافِهِ أَوْكَدِّهِمْ وَعَرَقِهِمْ.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789772788293
  • تأليف:عمر فضل الله
  • دار النشر:دار البشير للثقافة
  • التصنيف:القصة والرواية, الأدب والشعر
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2021
  • عدد الصفحات:272
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.37
ردمك (ISBN)9789772788293
دار النشردار البشير للثقافة
التصنيفالقصة والرواية, الأدب والشعر
اللغةالعربية
سنة النشر2021
عدد الصفحات272
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.37

كتب ذات صلة

46.00 ر.س
32.00 ر.س
45.00 ر.س
61.00 ر.س
35.00 ر.س
43.00 ر.س

كتب لنفس البائع

38.00 ر.س
23.00 ر.س
21.00 ر.س
33.00 ر.س
34.00 ر.س
28.00 ر.س