الـ أنا " مدخلا لتحليل بنية الخطاب السردي العربي" (مفهوم الـ (أنا) - نشأتها تجلياتها في: - بنية الخطاب السردي القرآني - بنية الخطاب السردي التاريخي)

يأتي مشروع هذه الدّراسة- بأجزائها الثّلاثة- لتحقيق هدفين رئيسين: يتمثّل أوّلهما في مساءلة النّصوص الإشكاليّة التي تنتمي إلى نمط الخطاب السّرديّ العربيّ (التّراثي) المؤسّسة لانقسام الأمّة وتشظّيها إلى أحزاب وطوائف متناحرة.. إلخ. ويتمثّل ثانيهما في اقتراح المدخل الملائم لتحليل البنية الخطابيّة السّرديّة المعقّدة لمثل هذه النّصوص السّرديّة الإشكاليّة, بخاصّة, وللنّصوص السّرديّة التي تشكّل نسيج الخطاب السّردي, بأنماطه المختلفة, بعامة. حيث تمّ, في هذا الجزء (الأول) من الدّراسة النّهوض بمهمّتين شاقّتين: تمثّلت أولاهما في التّأسيس النّظريّ لقضايا تحليل هذه البنية الخطابيّة السّرديّة المعقّدة عموماً, واقتراح المدخل الملائم لتحليلها, ليقع اختيارنا على تحليل ما أسميناه بـ" بنية الأنا " مدخلاً لتحليل البنية الخطابيّة السّرديّة لتلك النّصوص, انطلقنا فيه من طرح سؤال الماهية والوجود المتعلّقين بالأنا: ما هي؟ وكيف هي؟ وكيف تنشأ فينا؟ متى تظهر؟ وكيف تظهر؟ متضمّناً: كيف تفرض حضورها في نصوص كلامنا بأنماطه المختلفة, بدأً بالكلام الإلهيّ (القرآنيّ). - وتمثّلت ثانيتها: في تطبيق الآليّات المنهجيّة المقترحة على نماذج سرديّة تمّ اختيارها, بعناية, من تراثنا السّرديّ العربيّ, بأنماطه المختلفة, بدءً بأنموذج من الخطاب السّردي التقريريّ القرآنيّ (خطاب الاعتراف أنموذجاً), فأنموذج ثان من الخطاب السّرديّ الخبريّ الموجّه (وصيّة الفاروق أنموذجاً), فأنموذج ثالث من الخطاب السّردي السّيري التّاريخيّ (خبر وفاة النّبيّ في سيرة ابن هشام أنموذجاً).