نزيف الفراشات

في عُمق ذلك الروتين اللّيلي ، سمعوا صوت اصطدام سيّارة أو ما شابه خارج المركز .. ثمّ فوجئوا بعد لحظات باقتحام سيّدة ثلاثينيّة شبه عارِيةٍ للقاعة الرئيسية في حالةٍ هستيرية غير واعية.. كانت طويلة ، بيضاء البشرة ، شعرها مبلّلٌ تمامًا.. ملبّدٌ بكميات هائلةٍ من الشامبو.. وجسدٌ تلفّه فوطة صغيرة لا تخفي سوى منطقة حسّاسة من جسمها.. أمّا باقي الجسم ، فقد التصقت به بقايا الغاسول ، وطُبِعت عليه آثار إعتداء بالعنف.. ورضوض ظاهرة للعين المجرّدة في مناطقَ مختلفة من جسدها.. وأهمّها منطقة الذقن التي كانت تقطر دمًا أسفل ذلك الوجه المرتعب.. كانت حافية القدمين ترتعش خوفًا وبردًا.. وخجلاً..، تنهمر دموعها بلا رادع .. تلتفت يمنةً ويسرةً في حركةٍ شبه مجنونة.. حاول الشرطي الأوّل الإقتراب منها لتهدئتها ، في حين خرج الثاني لاستكشاف الجوار..، ولكنّ حركتها كانت هستيريّة دفاعيّة بشكل متنمّر.. إنّه ردّ فعل لا شعوري وطبيعي جدًّا ..، حيث أنّها لا تزال تحت تأثير صدمة عمليّة الإغتصاب التي تعرّضت إليها ، منذ نصف ساعة تقريبًا..