إقامة الدين

إقامة الدين

تأليف:

د. مبروك عطية

39.10 ر.س "الحمد لله الذي أمر بإقامة الدين، ونهى عن التفرق فيه والصلاة والسلام على خاتم النبيين خير مَن خرج الكلام من فِيه، سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغُر الميامين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. وبعد، فقد فكرت في إقامة الدين في فترة ليست بالقصيرة، ورأيت أن الخطاب الديني قائمٌ في الأساس على إقامته؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يقول: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}.وما أكثر دوران مادة (قوم) التي هي القيام، والقيامة في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- نحو و(أقم الصلاة)، (فأقم وجهك للدين)، (لمسجد أسس على التقوى من أول يومٍ أحق أن تقوم فيه)، (قم الليل إلا قليلًا)، (قم فأنذر وربك فكبر)، (كونوا قوامين بالقسط شهداء)، (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا)، (وأقيموا الشهادة لله)، (ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأولى ألا ترتابوا)، (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، (دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا)، (وامرأته قائمة)، (يوم يقوم الناس لرب العالمين) وغير ذلك من الآيات، ومعنى ذلك أن إقامة الدين تعني إعلاء شأنه ورفع رايته، وإبراز مبادئه؛ فالدين قائم تراه العيون، فهو حبل الله المتين، وفرق كبير بين المتدين والذي يقيم الدين، وبأبسط مثالٍ أوضح للقارئ العزيز هذا المعنى: فالطبيب الذي درس الطب لسنواتٍ، وحصل على شهادة تفوق فيه، لا نستطيع أن نقول فيه أنه يقيم الطب إلا إذا مارس وعالج الناس، أما إذا جلس في بيته واستذكره في نفسه والناس يصرخون من الألم حوله وعلى بابه ولا يسعفهم؛ فهذه مأساةٌ سببها أنه لم يقم الطب. وقل هذا في كل صنعةٍ لا يقيمها صاحبها بين الناس، وقد يُعلن عنها فيأتيه الناس بناءً على هذا الإعلان، فإذا جاء إليه ولم يجدوه فما أقام حرفته، وإن أعلن إعلانًا مبالغًا فيه، كزميل كلية كذا، والحاصل على شهادات كذا، والجراح العالمي كذا، وقصده الناس ليجنوا من ثمرات الشهادات المعلن عنها ولكنهم لم يجنوا خيرًا، فما أقام الطب، ولا حتى صاحب الصنعة وهي إصلاح الإطارات الذي علّق بعضها في الشارع، وقبيل محله، وعلى محله وهو غاش، وغير أمين، أو غير ماهرٍ فيها فما أقامها. وكثير من الناس على هذه الشاكلة، إما أن يكون الدين داخلهم ولا يعملون بمقتضاه، وإما أن يعملوا ولكن على غير الوجه المطلوب، وإما أنهم يعملون وهم يغشون، ولا تنفخ العبادات روحًا فيهم...." المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

"الحمد لله الذي أمر بإقامة الدين، ونهى عن التفرق فيه والصلاة والسلام على خاتم النبيين خير مَن خرج الكلام من فِيه، سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغُر الميامين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. وبعد، فقد فكرت في إقامة الدين في فترة ليست بالقصيرة، ورأيت أن الخطاب الديني قائمٌ في الأساس على إقامته؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يقول: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}.وما أكثر دوران مادة (قوم) التي هي القيام، والقيامة في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- نحو و(أقم الصلاة)، (فأقم وجهك للدين)، (لمسجد أسس على التقوى من أول يومٍ أحق أن تقوم فيه)، (قم الليل إلا قليلًا)، (قم فأنذر وربك فكبر)، (كونوا قوامين بالقسط شهداء)، (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا)، (وأقيموا الشهادة لله)، (ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأولى ألا ترتابوا)، (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، (دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا)، (وامرأته قائمة)، (يوم يقوم الناس لرب العالمين) وغير ذلك من الآيات، ومعنى ذلك أن إقامة الدين تعني إعلاء شأنه ورفع رايته، وإبراز مبادئه؛ فالدين قائم تراه العيون، فهو حبل الله المتين، وفرق كبير بين المتدين والذي يقيم الدين، وبأبسط مثالٍ أوضح للقارئ العزيز هذا المعنى: فالطبيب الذي درس الطب لسنواتٍ، وحصل على شهادة تفوق فيه، لا نستطيع أن نقول فيه أنه يقيم الطب إلا إذا مارس وعالج الناس، أما إذا جلس في بيته واستذكره في نفسه والناس يصرخون من الألم حوله وعلى بابه ولا يسعفهم؛ فهذه مأساةٌ سببها أنه لم يقم الطب. وقل هذا في كل صنعةٍ لا يقيمها صاحبها بين الناس، وقد يُعلن عنها فيأتيه الناس بناءً على هذا الإعلان، فإذا جاء إليه ولم يجدوه فما أقام حرفته، وإن أعلن إعلانًا مبالغًا فيه، كزميل كلية كذا، والحاصل على شهادات كذا، والجراح العالمي كذا، وقصده الناس ليجنوا من ثمرات الشهادات المعلن عنها ولكنهم لم يجنوا خيرًا، فما أقام الطب، ولا حتى صاحب الصنعة وهي إصلاح الإطارات الذي علّق بعضها في الشارع، وقبيل محله، وعلى محله وهو غاش، وغير أمين، أو غير ماهرٍ فيها فما أقامها. وكثير من الناس على هذه الشاكلة، إما أن يكون الدين داخلهم ولا يعملون بمقتضاه، وإما أن يعملوا ولكن على غير الوجه المطلوب، وإما أنهم يعملون وهم يغشون، ولا تنفخ العبادات روحًا فيهم...."

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789778656824
  • تأليف:د. مبروك عطية
  • دار النشر:إبهار للنشر والتوزيع
  • التصنيف:الكتب الإسلامية والدينية
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2023
  • عدد الصفحات:227
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.42
ردمك (ISBN)9789778656824
دار النشرإبهار للنشر والتوزيع
التصنيفالكتب الإسلامية والدينية
اللغةالعربية
سنة النشر2023
عدد الصفحات227
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.42

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع

45.00 ر.س
45.00 ر.س
37.82 ر.س
45.00 ر.س
35.00 ر.س