الحسين بن منصور الحلاج

الحسين بن منصور الحلاج

شهيد التصوف الإسلامي

تأليف:

طه عبد الباقي سرور

50.00 ر.س "من أطاع الله أطاعه كل شيءٍ، ثم حاكمٌ ومحكومٌ عليه، وواسطةٌ هي السبب في إيصال الحكم بالمحكوم عليه، فإن كان ثَمَّ جورٌ أو عدلٌ نُسب إلى الواسطة في الظاهر، والرب يتحاشى عن أن يوصف بذلك. وإنما أنت واسطةٌ، تنفذ أحكام الرب ومشيئته، فيمن يشاء من عباده، بما شاء، كما شاء. وأنا عبد من عبيد الله، مستسلمٌ لقضاء الله، صابرٌ لحكم الله، راضٍ بقضاء الله، فافعل ما حُركتَ له، واعمل بما استُعملت فيه، وكن بعد ذلك شديد الحذر، فيما تأتي به وتذر، وانظر في عواقب أمرك، وتأمل ما تأتيه بثاقب فهمك، وصافي فكرك، فإن رأيت الصلاح فيما قام في نفسك فأمضِ حكم عدلك." - رد الحلاج على الخليفة المقتدر في المحاكمة الكبرى - حيث أدرك الحلَّاج أن المؤامرة قد بلغت نهايتها، وأنه في طريقه إلى الاستشهاد، الاستشهاد الذي طالما حنَّ إليه وتنبَّأ به. كما أدرك الهدف من هذا الحشد من الاتهامات الدينية، التي تصوره دجالًا مشعوذًا تارةً، وملحدًا مارقًا تارةً أخرى، إنها تستهدف أول ما تستهدف أن تزلزل في قلوب الجماهير تلك القدسية الدينية التي تنطوي عليها قلوبهم للحلَّاج، وأن تُظهر الخلافة وأنصارها بمظهر الدفاع عن العقيدة الإسلامية وحمايتها. وبين تهاويل هذه الاتهامات وضجيجها تختنق وتختفي صيحات الحلَّاج في الإصلاح السياسي والاجتماعي، وتذوب وتتوارى حملاته على الفساد والمفسدين، والمنحلين والمحتكرين. فإذا انطفأ ذلك البريق الساحر، الذي يترقرق حول الحلَّاج، وتمزقت تلك الهالة المضيئة التي تحيط بكلماته وحياته، وتقطعت الخيوط الروحية التي تربطه بوجدان الشعب وضميره، وحِيل بين البطل وردائه، والولي وشعاعه؛ حينئذ تستطيع الخلافة أن تضرب ضربتها الانتقامية الكبرى، وأن تخضب وجه الأرض، بدمٍ مهدرٍ ضائعٍ، لا يثور من أجله محبٌّ، ولا يغضب له منتقمٌ! المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

"من أطاع الله أطاعه كل شيءٍ، ثم حاكمٌ ومحكومٌ عليه، وواسطةٌ هي السبب في إيصال الحكم بالمحكوم عليه، فإن كان ثَمَّ جورٌ أو عدلٌ نُسب إلى الواسطة في الظاهر، والرب يتحاشى عن أن يوصف بذلك. وإنما أنت واسطةٌ، تنفذ أحكام الرب ومشيئته، فيمن يشاء من عباده، بما شاء، كما شاء. وأنا عبد من عبيد الله، مستسلمٌ لقضاء الله، صابرٌ لحكم الله، راضٍ بقضاء الله، فافعل ما حُركتَ له، واعمل بما استُعملت فيه، وكن بعد ذلك شديد الحذر، فيما تأتي به وتذر، وانظر في عواقب أمرك، وتأمل ما تأتيه بثاقب فهمك، وصافي فكرك، فإن رأيت الصلاح فيما قام في نفسك فأمضِ حكم عدلك." - رد الحلاج على الخليفة المقتدر في المحاكمة الكبرى - حيث أدرك الحلَّاج أن المؤامرة قد بلغت نهايتها، وأنه في طريقه إلى الاستشهاد، الاستشهاد الذي طالما حنَّ إليه وتنبَّأ به. كما أدرك الهدف من هذا الحشد من الاتهامات الدينية، التي تصوره دجالًا مشعوذًا تارةً، وملحدًا مارقًا تارةً أخرى، إنها تستهدف أول ما تستهدف أن تزلزل في قلوب الجماهير تلك القدسية الدينية التي تنطوي عليها قلوبهم للحلَّاج، وأن تُظهر الخلافة وأنصارها بمظهر الدفاع عن العقيدة الإسلامية وحمايتها. وبين تهاويل هذه الاتهامات وضجيجها تختنق وتختفي صيحات الحلَّاج في الإصلاح السياسي والاجتماعي، وتذوب وتتوارى حملاته على الفساد والمفسدين، والمنحلين والمحتكرين. فإذا انطفأ ذلك البريق الساحر، الذي يترقرق حول الحلَّاج، وتمزقت تلك الهالة المضيئة التي تحيط بكلماته وحياته، وتقطعت الخيوط الروحية التي تربطه بوجدان الشعب وضميره، وحِيل بين البطل وردائه، والولي وشعاعه؛ حينئذ تستطيع الخلافة أن تضرب ضربتها الانتقامية الكبرى، وأن تخضب وجه الأرض، بدمٍ مهدرٍ ضائعٍ، لا يثور من أجله محبٌّ، ولا يغضب له منتقمٌ!

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789778577334
  • تأليف:طه عبد الباقي سرور
  • دار النشر:دار إضافة للنشر والتوزيع
  • التصنيف:التراجم والسير
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2020
  • عدد الصفحات:290
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.39
ردمك (ISBN)9789778577334
دار النشردار إضافة للنشر والتوزيع
التصنيفالتراجم والسير
اللغةالعربية
سنة النشر2020
عدد الصفحات290
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.39

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع

47.83 ر.س
39.13 ر.س