الرقصة الأخيرة

تبدو يوميات مها الجويني -خلال فترة دراستها في جامعة تيانجين الصينية- في ظاهرها تدوينات لمواقف أو أحداث يومية تمر بنا جميعًا، لكنها في الباطن تزخر بقراءة عميقة ورؤية فلسفية لمناحي الحياة كافة؛ علاقات البشر، والبلدان، والعنصرية المترسخة في عقول الكثيرين. وكون الكاتبة (أنثى) فهي تواجه كل ما تواجهه الإناث في كل مكان. هي يوميات مليئة بالنوستالجيا، والعلاقات المتشابكة، والبوح، والثورة، والحنين الدائم للوطن الذي يحتويها متى شعرت باحتياجها إليه. كتاب يبدأ من قرطاج وينتهي في الصين، أو يبدأ من الصين وينتهي في قرطاج، مرورًا بالعالم كله بينهما. رؤية وقراءة متعمقة وربما تحليلية في بعض الأحيان، في لغة سهلة، سلسة، ومتدفقة. الكاتبة تكتب، كأنما الكتابة هي النجاة، وهي المأوى الآمن لها لتواجه به العالم البارد، كتابة تتراقص حرة لا تخضع إلا لما تريده هي. رقصة عربية/ أمازيغية محملة بكل تراث الشرق، تتوق دومًا للحرية، وتأبى على الدوام أن تخضع أو تنكسر.