تجليات الإبداع الأدبي - دراسات في العصر العباسي الثاني

باسمِ اللهِ فاتحةِ كلِّ خيرٍ ، والحمدُ للهِ تمامِ كلِّ نعمةٍ ، سبحانَهُ وتعالَى ، أوَّلٌ قبلَ كلِّ بدايةٍ ، ويفنَى العبادُ جميعاً ويبقَى هوَ بلاَ نهايةٍ ، وأصلِّي وأسلِّمُ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ ، مصدرِ الفضائلِ كلِّهَا ، صلاةً وسلاماً دائمينِ متلازمينِ يليقانِ بهِ ، ويؤدِّيانِ حقَّهُ ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ ، ومَنْ عملَ بشريعتِهِ وتمسَّكَ بسنَّتِهِ إلَى يومِ الدِّينِ وبعدُ ،،، فيعنَى هذَا الكتابُ بتقديمِ رؤيةٍ نقديَّةٍ ، عمدَتْ إلَى فحصِ نصوصٍ شعريَّةٍ ونثريَّةٍ منَ الأدبِ فِي العصرِ العبَّاسِي ؛ بغرضِ الكشفِ عنْ قدراتِهَا أَو تجلِّياتِهَا الإبداعيَّةِ ، وهذَا انطلاقاً منْ أنَّ دراسةَ التُّراثِ تعدُّ ضرورةً مهمَّةً منْ ضروراتِ الحياةِ الأدبيَّةِ ، ولاَ تستطيعُ أمَّةٌ جادَّةٌ ولاَ حضارةٌ هادفةٌ فِي أَي فترةٍ منْ فتراتِهَا أنْ تتجاوزَ مثلَ هذهِ الدِّراسةِ ، خاصَّةً أنَّ الفهمَ البصيرَ لحركةِ الثَّقافةِ يحتِّمُ الالتحامَ المنشودَ بينَ التُّراثِ والحاضرِ ، والنَّظرَ إليهِمَا علَى أنَّهُمَا قيمتانِ متكاملتانِ لاَ قيمتانِ متباينتانِ ، بلْ إنَّنَا قدْ نصلُ - عندَ النَّظرِ المتأمِّلِ - إلَى أنَّهُمَا قيمةٌ واحدةٌ