لست قطا

تخيل معي عزيزي القارئ أن يتفعّل لك فلتر القطة على وجه الخطأ وأنت وسط اجتماع سيحدد مصيرك المهني ويتعذر عليك إيقاف تشغيله فتظل تردد في يأس "لست قطة .. لست قطة" هذه واحدة من "ملايين المخاطر الغريبة التي تنتظرك" كمستعمل للانترنت والذي يصدّر لك هذا الكتاب نفسه على أنّه "هنا لتحذرك" من الوقوع في هذه المزالق الجديدة" التي قد تحوّلك إلى مادة للإضحاك فتنتشر الميمات الساخرة حولك هو كتاب من سلالة لم نألفها من الكتب يستجيب لاهتمامات وحاجيات متلق كسول يتعجل إنهاء الأشياء ليمر لاستهلاك غيرها ، لم يعد في ظل نمط الحياة المتسارع يطيق صبرا على قراءة المؤلفات الطوال لذا يطالعنا الكتاب في شكل وحدات نصية قصيرة مستقلة تحقق لك المتعة والتسلية و لا تفرض عليك أن تقرأها وفق الترتيب الذي وردت عليه تتيح لك حرية التنقل بينها والانتقاء من بينها دون إخلال بالمعنى وكأنك تمرر إصبعك على الشاشة لتنتقل إلى منشور أو مقطع فيديو مضحك آخر على منصات التواصل فكأنه يعقد صلحا بين القارئ و الكتاب الذي أصبح في هذه الحالة مَحْمَلاً جديدا لما تقدّمه وسائل التواصل .