رواية عصفورة الكواليس

ولو كنا نغفو في أفياء خدعة أو نركن إلى جنبات وهم، فلا أريد لرأسك المثقل بهذيّ أفكاره وتوجس الظنون حد الخدر نبذ سكونه فوق صدري، مكانه ومكمنه هنا، ومكاني حيثما تغرد شفتاك أغنيتهما المترَجية حياة جديدة، حلم جديد يسكنني بزهو براءته الطفولية وعنفوان شباب لا يناله وهن المشيخ أبدا، بمغزلٍ عما يباعدنا وما يتوَّعد تيهي عنك وتيهك عني، لن أتركك تغترب عني كما اغتربتَ عن كل ما أُجبِرت على فراقه من قبل، لن أسمح لك ببعدٍ آخر يبقيني مجرد محطة من محطات سفر لا ينتهي، ولن أرضى بنسيانك أو محاولة تناسيك وإن قررتَ فردَ حبال أشرعتك استعدادًا لإبحارٍ جديد يلقيك بمنأى عني، في مشارق الأرض ومغاربها، سأظل أنا أرضك التي تنتمي إليها، فهمت؟ هنا أو في بغداد، في لندن أو دبي، أو في أي مكانٍ آخر تضطرك خساراتك إليه. خطوط الطول والعرض تطوَت داخلي، اختزلتها روحي منذ أول ضياء نورٍ جمعنا، والعيون غافلة عنا في رهبة ترقب حرائق حروبنا المقبلة، ستهديك إليّ، تمد مراميَ خطوك نحوي، وإن أردتَ الفرار من التورط بعشقي حتى النهاية، عشق طفلة وصبية وفتاة وامرأة تحققت لها أخيرًا فرصة الاختيار. أحمد غانم عبد الجليل/ مؤلف الرواية