للعالم سبعة أرواح

لإنسان قد يتوهج بحب حيوان ما أكثر من توهجه بعلاقته بالأصدقاء والأقارب كانبعاث حياة في حياة حيوان لا يقدر على فراقه وإذا فارقه بسبب ظروف قاهرة يغور في اعماقه حزنا. قصة شيخ له حفيد واحد يستنفد قواه من اجل تربيته في الطريقة التي يريدها ويتمناها، هذه هي علاقة الفنى خضر بقطه وعلاقة الشيخ يحيى بحفيده خضر اذ يذود عنه في ذلك الكون الضيق أبطال الرواية فتى وقط وشيخ .. الشيخ يذود عن حفيده بالغالي والنفيس في ذلك الكون الضيق ويلقب قطـه بـ(فنفون حالما يجلبه الفتى صغيراً مغمض العينين من امرأة عجوز تحاول نثر قطيطات قطنها تخلصا من ذرية أكثر من توسيع أفق حياة جديدة جد الفتى خضر يمثل ذاكرة حية لأهل القرية باعتباره تاريخ يستعان به يمشي على قدمين إذ لم يبق من جيله أحد على قيد النفس مثل موسوعة معرفية في تاريخ أبناء القرية وانسابها ومعرفة حدود كل أرض فيها. يصبح القط الصغير هراً يشبه نمرا شرسا له سمعة ذائعة الصيت، ويتفق الجد والأم على التخلص منه ..... . يموت جده يوما واليد باليد تعبيرا عن وفاء وحب ظل يتوهج في قلبيهما، فيتحمل الفتى مسؤولية البيت ويعيش حزنا فاقعا وأياما كسيحة ... فضلا عن البحث المضني عن قطه (فنفون) بين القرى المتناثرة وتختلط الأقوال عن نهاية القط بتعاقب الليل والنهار، يغربل الفتى هذه الأقوال ويخرج بنتيجة محيرة تحرس حلمه بإيجاد القط ولو ببصيص ترحل العائلة من الريف لتسكن المدينة وهناك في قلب الضوضاء يرى قطه ....... حتى يرى جده في المنام ليخبره بالحقيقة وهو لا يشك أبدا بحميمة جده المبهرة في التمعن وقراءة ما وراء الكلمات والأشياء