على هامش الحب

في ذلك العام من القرن التاسع عشر وصلتني رسالة حكومية من سطرين... لقد تم تعيينكم في الجامعة وعليكم مباشرة عملكم » مؤرخة في يناير 4791 م. هي رسالة نموذج تبعثها إدارة العمل إلى الخريجين في ذلك العام دون أن يتقدموا بطلبات أو يقدموا ملفات أو يوظفوا علاقات خاصة أو يجندوا أقرباء أو أوصياء... على أن مؤسسة العمل هي التي تحدد الجهات المراد العمل فيها، وبذا يتقرر مصير المرء وهو بعد مقبل على الحياة ويود لو يكتشفها ويعرف تفاصيلها. من هنا وجدت نفسي موظفا صغيرا على مكتب صغير في صالة طويله تعج بالموظفن القدامى من ذوي الرؤوس البيضاء أولئك الذين أفنوا أعمارهم في أقبية الإدارة الليبية التقليدية وقد كلفت بالعمل كمساعد لموظف مهمته مراجعة عقود التغذية للمستشفى الجامعي، وطلبة وطالبات الأقسام الداخلية في الجامعة...