مدن في ذاكرة المشردين

سوف أتذكَّرُ حين ابتسمتْ لنا الحياةُ ونزلَ علينا المطر في أطراف ولاية نيو ساوث ويلز بمدينة سيدني العريقة. فهناك تسكن الكاهنةُ كرستين, طرقتُ الباب ثم دخلتُ وأنا أحمل لها أجمل عباراتِ التَّهاني والتَّبريكات بمناسبةِ عيد الكريسماس، استقبلتْني ضاحكةً ونظراتها شاهقة في السَّماء، ومازالت- برغم مئة عامٍ من عمرها المجيد- تبحثُ عن عشيقٍ يُشبع رغباتها المتأخِّرة؛ فالحبُّ عند الأجانب عشقٌ لا ينتهي، ليس لديه مدَّة صلاحية، وإنّما ينتهى فقط عند دخول القبر. أمام منزلها وَقفْنَا في صورةٍ تذكاريَّة ثم جلسْنا وارتشفنا معًا قهوة الصَّباح، جلستُ بجانبها كتلميذٍ جاء يتعلم في مدرسة الرَّاهبات الكاثوليك.