إضراب عن الموت

تطرح الرواية قضايا مجتمعية وفلسفية هامة وجديرة بالنظر. فهي تتناول, من خلال أحداثها، وفي قالب سردي مشوق، قضايا وثقافة المرأة الريفية في السودان (حرمان الفتيات من التعليم، والقهر والعنف الأسري، والزواج القسري، وقضية الختان آثاره الخطيرة على حياة الفتيات ). وهي قضايا قد يظن الكثيرون أنها تنتمي لزمن مضى. لكن الواقع يقول أن المرأة الريفية، وربما المرأة المدينية. ما زالت تعاني منها. كما تطرح الرواية بعمق قضايا مجتمعية أخرى، بخلاف قضايا المرأة، مثل "النميمة" والعلاقات بين سكان القرية في حياتهم اليومية وقضية الفقر والحرمان وانعكاساته على الفرد والمجتمع. ويشكل عنوان الرواية بداية نفق غامض يدخل منه القارئ مصحوبًا بتساؤل "مقلق" عن هوية ذلك الموت وكيفية '' الإضراب'' عنه. ويستمر التساؤل على طول القراءة، فلا يجد القارئ الإجابة إلا في خواتيم الرواية.