ومضة رحيل عبر الحجاز وأرض النيل

نحن بشر، والإنسان منا لم يُلق ليُقيد بالأغلال، ولا ليقاد بالزمام، بل فطُر على أن يَتدِيَ بالعلم، ويستنير بنور العقل، وآيات الكون، فأطلق الإسلام بهذه الدعوى سلطان العقل من قيوده، وردَّه إلى دوره الذي نِيط به؛ لكي يتصفح كتاب الكون، ويتأمل آيات التدبير والأحكام))). وعندما خلَق الله الناس جعلهم متفاوِتين في قُدراتِم العقليّة والبدنيّة؛ ممّا يجعلهم في حاجةِ بعضهم البعض باستمرار)))، فالفكرة المضمرة القائلة إن المجتمع موجود من أجل المنفعة )المشتركة( للأفراد ومن أجل الدفاع عن حقوقهم؛ تكتسب أهمية متزايدة على نحو مستمر)))، فحريٌ بنا أن نعرف التفكُر؛ ليكون مدخلنا إلى التفكير ويسهل علينا فهمهما. وثقت بربي وفوضت أمري إليه وحسبي به من مُعينِ فلا تبتئس بصروف الزمان ودعني فإن يقيني يقيني فالتفكُر: «هو تصرف القلب في معاني الأشياء لإدراك المطلوب، وهو مناط التكليف، ويقوم على الحقائق والمنطق، ولا تفكُر إلا بالعقل