دراسات في جغرافية التعليم

تعتبر جغرافية التعليم إحدى فروع الجغرافيا البشرية حديثة النشأة، التي شهدت في الآونة الأخيرة تنوعا وازدهارا سريعين سواء في الدراسات النظرية أم التطبيقية، ويدرس هذا الفرع الوليد الظاهرات التعليمية في علاقاتها بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من وجهة النظر الجغرافية، التي تهتم بالموقع والتوزيع والتباين والأنماط والمسافة والحركة. ويسلط هذا الكتاب بعض الضوء على هذا الفرع الجغرافي ضمن إطار يجمع بين الأسس النظرية والتطبيقية، وقد أودعته ثمار خبرة وتجربة استندت على البحث والممارسة في هذا المجال، غير أنني أعتبر ما يضمه الكتاب ليس سوى محاولة أولية متواضعة، أرجو أن تتلوها محاولات أخرى من المتخصصين بما يسهم في تحديد ملامحه الفكرية وأبعاده المنهجية، لاسيما إذ أخذنا في الحسبان ما يمثله قطاع التعليم بمجالاته الواسعة وأنواعه المختلفة من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات وتطورها في كل الأزمان وعبر العصور، فقد ورد قديما على لسان أحد الحكماء: “إذا أردت أن تخطط لعام فابذر أرزًا، وإذا أردت أن تخطط لعشرة أعوام فاغرس أشجارًا، أما إذا أردت أن تخطط لمدى الحياة فعلم المجتمع”.