مفاهيم وقضايا في النسيج التشكيلي

هل يقدّم النسيج التشكيلي في تونس اليوم "حرفة متطوّرة" أم يطرح مساءلة فنية لواقع نسيجي تعبيري وجمالي يكيّف الفعل ضمن إنشائيات "المتأصّل" وجماليات "المتأتّي"؟ بعد رجوعنا للبحوث والأطروحات التي قدّت بشأن النسيج التشكيلي المعاصر في تونس، ترسّخ في الذهن أنّ هذا المجال يقوم على مسلّمة أساسية تتمثّل في التعامل المباشر مع الخامة بوصفها تشكّل فنّي يتداخل فيه الجماليّ والإنشائي. وعلى هذا الأساس، فإنّنا نحسب أنّ التحوّلات التي شملت النسيج التشكيلي المعاصر هي جزء من التجارب التشكيلية الناشئة التي تضارب فيها الموروث بخاماته وعلاماته الثقافية المحلية مع التجربة الجمالية الذاتية المنفتحة على مرجعيات عالمية. وإذ تجاوز النسيج التشكيلي المعاصر في تونس صفة الحرفة، فإنّ له دلالات وأبعاد حضارية لا تزال موسومة بالهوية المحلية، هذا علاوة على انخراطه مع الوافد حتى أضحيا امتدادا ثقافيا يربط الأصالة بالمعاصرة. وهذا ما يجعله محلّ مساءلة وقراءة.