القصة الكاملة لسيرة عائلتنا الشاملة

منذ صغرنا كان يقال أمامنا في اجتماعات كبار العائلة أننا دمالخة. لم أكن أعي بالضبط معنى هذه الكلمة و لم أكن أبذل أي جهد في البحث عن هذا المعنى. فالمقولة شفهية و كل من كان يقولها، كان يتوقف بعد إطلاقها و لا يكمل مفسرا لها. كانت هذه المقولة اساسا تقال في اجتماعات العيد العائلية و في المناسبات التي يجتمع فيها كبار العائلة أتراحا كانت أم أفراحا. كان مكان الإجتماع الرئيسي هو في أوضة جدي حج بكري، التي كانت مكان إجتماع العائلة الرئيسي و مكان اللهو و التسلية و المناسبات الكبيرة. كانت هذه الأوضة- التي ما زالت موجودة لكن مكانتها و ووظيفتها اندثرت تقريبا- أوضة عريقة في منطقة اعزاز كلها، يكاد لا تذكر إلا و يذكر معها الكرم و العز و الأصل العريق. كان هؤلاء الكبار عندما يقولون عن الأصل الدملخي للعائلة يقولونه بنوع من الفخر و المباهاة، دلالة على الأصل العريق للعائلة. و لكن أي عائلة و أي أصل؟ عندما بدات أكبر في العمر صرت أكثر فضولا في معرفة معاني الأشياء. فكلما كنت أكبر عاما، كان يزداد وعيي بتفاصيل الأشياء و معانيها و دلالاتها و يزداد فضولي لمعرفة معاني و دلالات الأشياء المبهمة غير المفسرة. صرت فضوليا أحب البحث و الوصول إلى ما يشبع فضولي و يجعلني أستطيع أن أجيب السائل بثقة و بطلاقة و بقدرة على الإقناع. هذا كتاب يجيب عن الأسئلة و يضع سيرة تاريخية لعائلة صغيرة هي امتداد لعائلة تاريخية كبيرة ذات أصول و جذور عميقة.