الأحوال الداخلية في مصر 1945ـ 1952

تميزت الفترة منذ عام ١٩٤٥م وحتى قيام الحركة عام ١٩٥٢م بإصرار الجانب البريطاني على عدم الرضوخ للمطالب المصرية وتمسكه بالبقاء على أرض وادي النيل؛ مما شكل عقبة كؤود في سبيل تحرير الإرادة السياسية للبلاد؛ مما نتج عنه زيادة تمسك المصريين بحقوق بلادهم، ونمو الوعي القومي والاستعداد لتقديم التضحيات الجسام، وقد تحولت المطالب السياسية السلمية إلى دعوة لاستخدام السلاح والمقاومة المسلحة الإرغام الإنجليز على الجلاء بالقوة؛ لهذا تجمعت عناصر الفساد السياسي والاجتماعي وسيطرة القصر والسفارة البريطانية في خندق واحد، فكان من الصعب على الوطنيين المخلصين اقتحامه عن طريق التغيير السلمي، ومن هنا كان دور الجيش في حتمية تغيير الواقع الأليم ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م ومن خلال صفحات هذا الدراسة سوف نتعرض الإرهاصات أو مقدمات الثورة التي ما زلنا حتى اليوم وبعد مرور أكثر من سبعين عاما نعيش نتائج أحداثها سلبا وإيجابًا.