الطلاق ومشكلات الزواج

يُعتبر الطلاق من أشد الحوادث المؤلمة في حياة الإنسان، وتجربة قاسية لكل من الزوج والزوجة والأولاد على حدٍ سواء؛ حيث يشعر كل منهم بالإحباط والحرمان حين تتشتت الأسرة. فالزواج ليس مجرد عقد أو وثيقة يمكن التحرر منها بسهولة، خاصةً بعد وجود الأطفال إذ تكثر حالات الانحراف بين الأسر المفككة، وهذا التفكك بسبب الهجر أو الطلاق يؤدي إلى شعور الأبناء بالضياع وعدم الاستقرار العاطفي نتيجة نقص الرعاية. ولا يمكن أن يكون الطلاق نهاية للمشاكل العائلية إلا في بعض الحالات النادرة، بل يمكن القول إن الطلاق بداية لمشكلة جديدة؛ وكلما ارتفع مستوى الصِراع الأسري ارتفع مستوى الإحباط، والقلق، والإدمان، وغيرها. وإذا نظرنا إلى واقع الأطفال داخل الإصلاحيات أو في مراكز الرعاية بسبب الأسر المدمرة سوف نُدرك على الفور مدى أهمية هذا الموضوع الذي سبب الكثير من المآسي وحطم مبدأ المشاركة القائمة على المودة والرحمة، وخلق دوافع لسيطرة الأهواء والأنانية وحب الانتقام بدل التسامح والمغفرة. وعندما تنهار العلاقة الزوجية تنقسم البيئة الاجتماعية التي عاش فيها الزوجان وتنقسم عرى الوحدة بين أسرتيهما ويتشتت الأولاد أمام واقع جديد وحقيقة مُرة وصدمة هائلة، فالشرخ الذي يتركه الطلاق على الحياة العائلية وعلى الهوية الاجتماعية هو شرخ بالغ وعميق.