أبعد من البيت

ستجد في هذه النخبة من القصص الفلسفية القصيرة عددًا مهمًا من أسماء الفلاسفة، لكنك لن تجد ملخصًا لتاريخ الفلسفة، كما في رواية "عالم صوفي". لا يقدم توماس ديلان سمكة، وإنما يعلمنا الصيد، ويحثنا، كمُعلم زِن، على التفكير. إن الهدف من هذا الكتاب الصغير هو فتح عقل القارئ من خلال البدء في أكثر العوالم المفاهيمية دنيوية، والمضي قدمًا، وببطء إلى مناطق غير مألوفة. "أبعد من البيت"، كتاب يدعوك لتأمُّل العالم خارج حدود بيتك ومحيطك، بالتالي فهو موجه للجميع وليس للشباب الأمريكي فحسب، كما ذكر الكاتب في مقدمته. لغة الكتاب بسيطة، تقترب من لغة الحياة اليومية، ومقالية وفلسفية أحيانًا؛ نظرًا لطبيعة المواضيع التي تتناولها، وهي في هذه الحالة لا تفكر عنك، ولكنها تدعوك للمشاركة في موضوع النقاش. البطولة هنا للفكرة، لا للغة ولا للشخصيات. لن تجد هنا فلسفة تبحث في الماورائيات، وإنما فلسفة تبحث في الجماليات وفي فلسفة الحياة اليومية. وللوهلة الأولى قد تبدو القصص، أو بعضها على الأقل، بسيطة، بالمعنى السطحي للكلمة، لكن بإعادة التأمل تكشف عن عمق نابع من بساطة الفكرة والمعالجة في آن. الفلسفة في شكلها خطاب من طرف واحد هو الفيلسوف، وهي في جوهرها حوار، أما هنا فتتخذ الفلسفة من الحوار شكلًا وجوهرًا، وتدعوك لأن تكون طرفًا ثالثًا.