فتيات صنعن تاريخا

في تلك الأيام المبكرة حين كُرست الكثير من النقاشات والطاقة لما وُصف بالمساواة وحقوق المرأة، من الجميل أن نتذكر أن ثمة نساء بل وحتى فتيات في ذلك الماضي البعيد حققن أنفسهن على قدم المساواة مع الرجال في زمانهن بأعمالهن ومساعيهن ببسالةٍ ودهاءٍ واقتدار. هذا الكتاب يُعلم فتية وفتيات اليوم قصص بعض أخواتهم في الماضي البعيد– الفتيات اللواتي صنعن تاريخًا بمواضعهن البارزة وأفعالهن الجسورة قبيل حتى أن يجتزن مواسم صباهن. هذه القصص ثريّة بالدروس العديدة حيث إن بعض هؤلاء الفتيات كن عنيدات قدر شجاعتهن وشريرات قدر ما كن شفوقات، ولكن من خلال كل هذه الدروس والأخلاق تبزغ حقيقة أكثر وضوحًا، تلك الحقيقة أن العمر والوطن والزمن والبيئة المحيطة لا يغيرون سوى القليل في الطبيعة الحقة للفتاة من حيث التهور والثقة واللين، في زمن السورية زنوبيا وزمن فتاة المدارس الأمريكية هذه الأيام على حدٍ سواء، وفضلًا عن ذلك أيًّا كانت الفرصة، وأيَّا كانت الحدود والقدرات في نفس طبيعة الفتاة التي لا تتغير، ليس من مبدأ يمكن تأسيسه أو استنتاجه من قصص هؤلاء الفتيات المتألقات أروع من تلك الأبيات النبيلة والبسيطة معًا من شعر كنجسلي: "كوني طيبة يا حلوتي افعلي ما هو نبيل، لا تُحلمي به طوال اليوم واجعلي الحياة والموت والفضاء أغنية واحدةً عظيمة حلوة للأبد" .