التيه

التيه

معزوفة الفجر الكذوب

تأليف:

ممدوح أبارو

دار النشر : دار بدوي
40.25 ر.س مدينتك التي ولدت وترعرعت فيها لم تعد كما هي الطرقات فيها ما عادت تضج بأحاديث العابرين ولا تأنس بأنس الساكنين، حتى إنك لم تتبينها لشدة ما تغيرت، وإن كان غيابك لم يتجاوز العامين. ترى هل تعرفك طفلتك التي تركتها ممسكة بصدر أمها حين أتاك المنادي أن حي على الجهاد؟ زوجتك التي لم تجف دمعتها وهي توصلك أنت وحقيبتك الجلدية الصغيرة، البنية حتى عتبة الدار، تغالب شعورها الجياش في احتضانك مغبة حديث الناس وعرف التالدين. ليتك لم تتركهم خلفك، ليتك لم تلب طلب رؤسائك بالذهاب في فيلق «النصرة» المتحرك إلى مناطق العمليات ذاك، بل ليتك لم تدرس الإعلام حتى لا تضطر إلى تغطية تلك المجازر الدموية لمصلحة برنامج« في ساحات الفداء» التلفزيوني. لكن هل ينفع الندم؟ هل بإمكانك إرجاع عجلة الزمن لتعوض إنسانيتك التي فقدتها هناك؟ تعلم أن فقدان أي جزء من جسدك لا تعوضه نياشين ولا ألقاب، فما بالك بفقدان الروح! نعم لقد فقدت روحك هناك عند جبل كجور، غربي جوبا وداخل سجن الجيش المعروف بالبيت الأبيض، إذ لم يكن لفقدان أصابع كفك اليسرى، بجانب أشهر الأسر الخمسة ذات الأثر الذي خلفته أشهر التعذيب البدني والنفسي الثلاث بمعتقل الاستخبارات العسكرية ذاك. تعلم أنك لن تأخذ معك شيئا سوى حنينك إلى الأماكن، القليل منه بقدر ما تسمح به ذاكرتك، غرف محكمة مخصصة للمرارات، الألم، والخزي والانكسار. فالأحداث الجميلة قلما تعلق بالذاكرة تتلقفها كوداع أطفال المحطات لمسافري القطارات العابرين، ثم لا تفتأ تتلاشى مثل بذور الصنوبر مع أول هبة الرياح النسيان. بخلاف الحزينة منها والمأساوية فهي تتخذ من دواليب أدمغتنا سكنا، ومن شرفات ذاكرتنا مرتعا. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

مدينتك التي ولدت وترعرعت فيها لم تعد كما هي الطرقات فيها ما عادت تضج بأحاديث العابرين ولا تأنس بأنس الساكنين، حتى إنك لم تتبينها لشدة ما تغيرت، وإن كان غيابك لم يتجاوز العامين. ترى هل تعرفك طفلتك التي تركتها ممسكة بصدر أمها حين أتاك المنادي أن حي على الجهاد؟ زوجتك التي لم تجف دمعتها وهي توصلك أنت وحقيبتك الجلدية الصغيرة، البنية حتى عتبة الدار، تغالب شعورها الجياش في احتضانك مغبة حديث الناس وعرف التالدين. ليتك لم تتركهم خلفك، ليتك لم تلب طلب رؤسائك بالذهاب في فيلق «النصرة» المتحرك إلى مناطق العمليات ذاك، بل ليتك لم تدرس الإعلام حتى لا تضطر إلى تغطية تلك المجازر الدموية لمصلحة برنامج« في ساحات الفداء» التلفزيوني. لكن هل ينفع الندم؟ هل بإمكانك إرجاع عجلة الزمن لتعوض إنسانيتك التي فقدتها هناك؟ تعلم أن فقدان أي جزء من جسدك لا تعوضه نياشين ولا ألقاب، فما بالك بفقدان الروح! نعم لقد فقدت روحك هناك عند جبل كجور، غربي جوبا وداخل سجن الجيش المعروف بالبيت الأبيض، إذ لم يكن لفقدان أصابع كفك اليسرى، بجانب أشهر الأسر الخمسة ذات الأثر الذي خلفته أشهر التعذيب البدني والنفسي الثلاث بمعتقل الاستخبارات العسكرية ذاك. تعلم أنك لن تأخذ معك شيئا سوى حنينك إلى الأماكن، القليل منه بقدر ما تسمح به ذاكرتك، غرف محكمة مخصصة للمرارات، الألم، والخزي والانكسار. فالأحداث الجميلة قلما تعلق بالذاكرة تتلقفها كوداع أطفال المحطات لمسافري القطارات العابرين، ثم لا تفتأ تتلاشى مثل بذور الصنوبر مع أول هبة الرياح النسيان. بخلاف الحزينة منها والمأساوية فهي تتخذ من دواليب أدمغتنا سكنا، ومن شرفات ذاكرتنا مرتعا.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9783987091346
  • تأليف:ممدوح أبارو
  • دار النشر:دار بدوي
  • التصنيف:القصة والرواية
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2024
  • عدد الصفحات:162
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.27
ردمك (ISBN)9783987091346
دار النشردار بدوي
التصنيفالقصة والرواية
اللغةالعربية
سنة النشر2024
عدد الصفحات162
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.27

كتب ذات صلة

25.00 ر.س
34.78 ر.س

كتب لنفس البائع

40.00 ر.س
34.77 ر.س
39.13 ر.س
43.48 ر.س
40.00 ر.س