العقل التاريخي

تقوم فرضيَّة هذا الكتاب على أن مصير الإنسان الغربي والعالم الذي بناه كان مشروطًا إلى حد كبير بنوع التفكير الذي مارسه قدامى فلاسفة اليونان منذ البداية. لأنَّ الإنسانَ، بوعي أو دون وعي، يستخدم العقل وفقًا لأفكار مسبقة منبثقة من نظام تفكيره. خلال المسار التاريخيّ للفكر البشريّ، دفعت الضغوط والتحولات، الحياة البشريَّة ـــــ على طول امتدادها ـــــــ إلى الأزمة العميقة في عصرنا الحاليّ. إنَّ السمة الجذرية لهذه الأزمة الأخيرة تحملنا على الاعتراف بأن نجاحات وفشل المعرفة البشرية تتطلب الآن تطوير وممارسة نوع جديد من المعرفة، يمتلك القدرة على توسيع إمكاناتها النظرية والعملية على نطاق عالميّ. هذا النوع الجديد من الفكر هو ما أطلق عليه أورتيجا "العقل التاريخي". إن مجموعة أعمال أورتيجا - وخاصة هذا الكتاب - ترقى إلى إثبات هذا النوع الأكثر ثراءً في الفكر البشريّ. أنتج أورتيجا العديد من الكتب؛ كان أشهرها "ثورة الجماهير