الجانب الآخر من المرآة

الليلةُ الأولى... وضعَ عاملُ تحميل الحقائب ـ بقليلٍ من التباطؤ ـ مَتاعي في منتصف الغرفة، عَرَضَ عليَّ المزيدَ من المساعدة ولكنّي طردته بإشارة من إصبعي، ومَسَحت إهانته بورقة ماليةٍ عليها رقم "عشرة" وضعتُها في يده، كان هذا المبلغ كافياً - من وجهة نظري - لمسح الإهانة، وأيضاً كان سبيلاً لأن أحظى في أقرب فرصةٍ بقليل من الخصوصية، وذلك بعد رحلةٍ تعاملتُ خِلالها مع كمٍّ هائلٍ من الأناسِ المُزعجين في طريقي إلى هنا؛ البوَّاب المُتلصص وسائق سيارة الأجرة الثرثار، وموظف الاستقبال شبيه الروبوت المُبرمج على الابتسام... على كلِّ حال؛ طردت العامل البَطيء وزحزحت الصخرة لأُغلق بابِ الكهف...