رابعة العدوية والحياة الروحية في الإسلام

هل الحياة الروحية في الإسلام تيار يجري مع أخواته من تيارات العقول والعلوم، داخل المحيط الأعظم للحياة الإسلامية، والعقيدة القرآنية، وبالتالي هل يمكننا أن نحدد هذا التيار، وأن نرسم اتجاهاته وأهدافه، ونمشى مع مواكبه، ونسبح إلى غاياته؟ وهل الحياة الروحية في الإسلام هي هذه العناوين التي اصطلح الكتاب عليها. عناوين الورع والزهد، والنسك والتبتل، والتهجد في المحاريب، وما يمشى تحت هذه الظلال من المواجيد القلبية، والأشواق الوجدانية، وما يتبع ذلك من فيوضات والهامات؟ أم أن الحياة الروحية في الإسلام، هىي نقطة الارتكاز، ومحور رسالة القرآن والمحيط الأعظم الذي تجري التيارات الإسلامية كافة داخل ضفافه وثبواطئه؟ من هنا حدث الإلتباس الأكبر في تاريخ الفكر الإسلامي، والعقيدة المحمدية. ومن هذا الإلتباس نشأ الفهم الخاطئ للروحانية الإسلامية، بل الفهم الخاطئ للعقيدة الإسلامية، ورسالتها العالمية. ومن هنا اشتعلت الخصومات بين الطوائف الإسلامية وتأججت نيران الجدل العنيف الغضوب الذي رمى بشرر الكفر والزندقة حينًا، وبلظى الفسوق والمروق أحيانا.