تلاحم الحواس

تلاحم.. وأنت تقرأ هذه الرواية ستعرف أن هناك تلاحماً ما.. تلاحماً في الأحداث.. في المشاعر.. في المسافات.. في الذكريات.. وحتى تلاحم في الأجساد حين تشعر بالأمان. هذه القطعة الأدبية التي لا تكاد تطول بأحداثها حتى تنتهي فجأة.. لتشعر للحظات أنك أمام قصيدة نثرية يحاول فيها الكاتب لم شمل حكايةٍ متناثرة في ذاكرته.. ويدفعك وهو يكتب تفاصيل الأماكن والأشخاص أنك هناك.. تراهم وتلمسهم.. وتمشي برفقتهم داخل الرواية.. وتراقب بانتباه.. منتظراً أين ستقف أخيراً في نهايتها. بعض الروايات لا تطول في كتاب ما.. لكنها في الذاكرة تطول لأنها نتاج أحداث ربما عشتها أنت.. أو سمعتها أو شاهدتها.. لكن أحداً ما قرر كتابتها بشكل أدبي يجعلها وكأنها قد حدثت للمرة الأولى.. فأنت هنا أمام حكايةٍ يحاول الكاتب من خلالها كتابة لوحة ما.. نعم كتابة لوحة مثل تلك وقف أمامها عمر وندى طويلاً قبل أن تشتعل الحكاية بينهما ثم تخفت فجأة.. تاركة في عقلك أسئلةً ربما خلقها الكاتب بقصد كي يترك لك فرصة الإجابة عنها بالنيابة عنه. إنك في هذه الرواية أمام عدة قصص تستطيل لتلتحم في نهاية الأمر من جهة.. ثم تنقطع من جهة أخرى.. وكأنها تخبرنا أنه لا يوجد كمال في أي حكاية وإن حاولت أن تجعلها كذلك.