مواهيم الجبل

مواهيم.. من الوهم بالفصحى.. ومن يوهّم بكسر الهاء مشددة بلهجة البادية تنطق إيوهم ّ ، أي يخمن أو يستدل على مكان أو مرابع أو نجع الحبيبة كما في الشعر .. المواهيم شعاب وديان وغيطان.. وربما شجرة خروب استظل بها ذات يوم الراحلون، أو محيط شجر شعره أو حوش بطوم، وما جاورها من بقايا نار أو حطب، تكفي رؤيتها لاسترجاع صورة حبيب أو لحظة ضحك.. لحظة حياة.. قهقهات الصبيان ونداءات النساء وجلبة الرعاة والغنم. وهكذا تمسي المواهيم شيئا أقل من الأطلال لأن البدو لا يشيدون منازلا، وإنما ينصبون خياما أو بيوت شعر نسبة إلى شعر الإبل الذي تصنع منه .. وتشمل المواهيم بالتالي بقايا مؤشرات على إقامة بشرية.. ربما المناصب أي الأحجار التي تسند القدر وتشعل نار الحطب بينها.. وربما الناي أو القناة الصغيرة حول الخيمة (البيت بلغة البادية).. لمنع دخول ماء المطر إلى البيت. المواهيم إذن هي كل ما يوحي بالذكرى والعودة لاستكشاف مكان غائم المعالم..