المدخل إلى علم نفس النمو

الحمد لله حمد الشاكرين حمداً يوازي نعمه وعظيم كرمه، وأدعو الله أن يتوج هذا العمل بالنجاح والتوفيق ، وأسألك ربي أن تنفعني بما علمتني وتعلمني ما ينفعني سبحانك لا إله إلا أنت وأصلي وأسلم على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ،وبعد: فعلى الرغم من تعدد الكتابات والمراجع العلمية عن موضوع علم نفس النمو، إلا أنه مازالت الحاجة قائمة إلى المزيد من الكتابات الجديدة والحديثة في هذا المجال وذلك لإثراء عملية البحث والدراسة، حيث إن هذا العلم لا يسترعي انتباه الباحثين والعاملين في مجال علم النفس فقط، ولكنه علم هام ومفيد وجذاب لكل طبقات وفئات المجتمع، ويسهم بالمساعدة الفعالة بالنسبة للوالدين للتعرف على مختلف المظاهر التي يمر بها أبناؤهم، مما يساعدهم على تفهم طبيعة هذه المراحل، وعدم التخوف أو القلق من أي سلوك قد يبدو غير مألوف يمر به أبناؤهم، ولذا فهذا الكتاب لا غنى عنه في كل مكتبة أسرة علاوة على أن الكتابات المتاحة كانت تقتصر على المراحل من المهد والطفولة والمراهقة، ولكن جاء هذا الكتاب ليضم جميع المراحل العمرية من مرحلة الجنين إلى مرحلة الشيخوخة، وقد جاء هذا الكتاب في صورة مبسطة ومختصرة تساعد المتخصص وغير المتخصص في فهم طبيعة النمو الإنساني بعيداً عن المصطلحات الغامضة أو المعقدة. فقد اشتمل على أحد عشر فصلاً وهي: المدخل إلى علم النفس، وقد احتوى على تاريخ علم نفس النمو ،علاقة علم نفس النمو بالعلوم الأخرى، تعريف علم نفس النمو،اتجاهات في علم نفس النمو، أهمية دراسة علم نفس النمو، مظاهر النمو، التقسيم التربوي والبيولوجي للمراحل العمرية، ومطالب النمو في كل مرحلة من المراحل. أما الفصل الثاني فقد ضم مناهج البحث العلمي التي تحتوي على المنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، والمنهج الإكلينيكي، وتتضمن أيضاً الطرق والوسائل التي تستخدم في جمع المعلومات. وجاء الفصل الثالث ليعرض للعوامل التي تؤثر في النمو الإنساني التي تشير إلى تداخل العوامل الوراثية والبيئية والغدد. وعرض الفصل الرابع لأهم النظريات التي تحدثت عن النمو الإنساني وعرض الفصل الخامس للمراحل المختلفة التي يمر بها الجنين في رحم الأم إلى أن يولد إلى الحياة. أما الفصل السادس والسابع، والثامن فقد تعرض لمختلف مظاهر النمو من نمو جسمي، عقلي، انفعالي، اجتماعي، لغوى.... إلخ لمرحلة ما قبل الطفولة والمراهقة وقد تم تقسيم مرحلة الطفولة إلى الطفولة المبكرة والطفولة الوسطى والطفولة المتأخرة، وتم تقديم التطبيقات التربوية لكل مرحلة من المراحل. وجاء الفصل التاسع ليعرض لأهم المشكلات التي قد تواجه الأطفال والمراهقين، وقد تضمنت المشكلات مشكلة التبول اللا إرادي، الكذب، أحلام اليقظة، السلوك العدواني ، الخجل ، والسلوك الانسحابي. وضم الفصل العاشر عرضاً موجزاً لمرحلة الرشد والشباب ومظاهر النمو المختلفة. وجاء الفصل الحادي عشر والأخير ليعرض لمرحلة الشيخوخة، وضم تعريف الشيخوخة، تصنيف المسنين ، مظاهر مراحل الشيخوخة، العوامل التي تؤثر على التغير العضوي، النظريات التي تفسر مظاهر التغير العضوي، مشكلات الشيخوخة ، أمراض الشيخوخة، العناية بكبار السن ، والتطبيقات التربوية في مرحلة الشيخوخة. أسأل الله أن يكون هذا العمل مفيداً ونافعاً لكل من قرأه أو درسه، والله الموفق.