غناوة العلم عند المرأة

غناوة العلم عند المرأة

تأليف:

احمد يوسف عقيلة

23.00 ر.س من حيث المبدأ ليس هناك شيء اسمه غنّاوة رجل وغنّاوة امرأة.. وإذا كانت هناك غناوي تختصّ بالرجل.. منها قذاذير الجلامة.. فهذا عائد إلى طبيعة العمل فقط.. فالرجل هو الذي يقوم بجَزّ الصُّوف.. ولو شاركتْه المرأة هذا العمل لظهرت لنا قذاذير للنساء أيضاً.. وإذا كانت هناك غناوي تختصّ بالمرأة.. كغناوي الزّفاف والطهور ومهاجاة الرَّحَى.. فهذا أيضاً عائد إلى طبيعة العمل.. فالمرأة هي التي تزفّ وتقوم بعملية الطّحن.. ولو شاركها الرجل هذا غنّاوة العَلَم عند المرأة ( 10 ) أحمد يوسف عقيلة العمل لشاركها أيضاً المهاجاة على الرَّحَى.. وتقسيم الأعمال هنا لا يخضع للمشقّة من عَدَمها.. وإلاّ لكان الرجل أَولَى بعملية الطَّحْن.. فهو عمل بالغ المشقَّة.. لكنّ السبب هو الدَّور الاجتماعي.. فالرّحَى من مقتنيات البيت.. وكلّ عمل البيت موكَل للمرأة (شغل بيت).. بغضّ النظر عن طبيعته.. وإذا كان الرجل يقوم بجزّ الصوف مرَّةً واحدةً في السنة عادًّا ذلك عملاً شاقًّا.. فالمرأة تطحن على مدارالعام.. بل المرأة البدويّة تؤدِّي أعمالاً أكثر مشقّة ممّا يؤدِّيه الرجل.. وهذا بالضرورة جعل مساحة الحريّة عند المرأة البدوية في بلادنا أكبر بكثير من مساحتها عند المرأة الحضريّة.. العمل هو الذي منح المرأة البدوية هذه الْهِبَة.. فكانت في الأعمال الشاقّة جنباً إلى جنب مع الرجل.. تخرج لجمع الحطب.. وجلب الماء.. وحَشّ الجِيْر.. وقَصْف الأغصان.. وحَشّ الثِّمار: العَجُّور .. التّمَّيْر.. البَزُّون.. القَمْحي والترفاس والبَرقوق.. وكلّ ثمار المواسم.. وتصنع التنانِيْر وأوعية الطعام (البِرْمة والبَقُّوشة)..وفي الأعراس ترفع عَقِيْرتَها بالغِناء على الْمَلأ.. بل كانت تتحاور بالغناوي مع الرجال.. وأكاد أقول إنَّ الفصل بين إبداع الرجل وإبداع المرأة يدخل في باب التمييز! فالشِّعْر والغناء إبداع إنساني لا يخضع لتصنيف الذكورة والأنوثة.. والمسألة راجعة كما أَسلفْنا إلى توزيع الأدوار الاجتماعية.. والدليل على ذلك أنّ الرجل عندما يقوم بعملية الطَّحن يهاجي أيضاً.. استضاف أَحدهم غنّاوة العَلَم عند المرأة ( 11 ) أحمد يوسف عقيلة الشيخ عمرَ المختار وبعضَ رفاقه المحافظيّة.. فأَخذ يُعِدّ لهم العشاء.. فكان يتغَنَّى على الرّحَى: باشا ثمان أدْوار اللي عَشاه مازال في الرّحَى الأَدْوار: أَدْوار المجاهدين..جَمْع دَوْر.. وهو شبيه بالْمِيليشيا في وقتنا الحالِي.. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

من حيث المبدأ ليس هناك شيء اسمه غنّاوة رجل وغنّاوة امرأة.. وإذا كانت هناك غناوي تختصّ بالرجل.. منها قذاذير الجلامة.. فهذا عائد إلى طبيعة العمل فقط.. فالرجل هو الذي يقوم بجَزّ الصُّوف.. ولو شاركتْه المرأة هذا العمل لظهرت لنا قذاذير للنساء أيضاً.. وإذا كانت هناك غناوي تختصّ بالمرأة.. كغناوي الزّفاف والطهور ومهاجاة الرَّحَى.. فهذا أيضاً عائد إلى طبيعة العمل.. فالمرأة هي التي تزفّ وتقوم بعملية الطّحن.. ولو شاركها الرجل هذا غنّاوة العَلَم عند المرأة ( 10 ) أحمد يوسف عقيلة العمل لشاركها أيضاً المهاجاة على الرَّحَى.. وتقسيم الأعمال هنا لا يخضع للمشقّة من عَدَمها.. وإلاّ لكان الرجل أَولَى بعملية الطَّحْن.. فهو عمل بالغ المشقَّة.. لكنّ السبب هو الدَّور الاجتماعي.. فالرّحَى من مقتنيات البيت.. وكلّ عمل البيت موكَل للمرأة (شغل بيت).. بغضّ النظر عن طبيعته.. وإذا كان الرجل يقوم بجزّ الصوف مرَّةً واحدةً في السنة عادًّا ذلك عملاً شاقًّا.. فالمرأة تطحن على مدارالعام.. بل المرأة البدويّة تؤدِّي أعمالاً أكثر مشقّة ممّا يؤدِّيه الرجل.. وهذا بالضرورة جعل مساحة الحريّة عند المرأة البدوية في بلادنا أكبر بكثير من مساحتها عند المرأة الحضريّة.. العمل هو الذي منح المرأة البدوية هذه الْهِبَة.. فكانت في الأعمال الشاقّة جنباً إلى جنب مع الرجل.. تخرج لجمع الحطب.. وجلب الماء.. وحَشّ الجِيْر.. وقَصْف الأغصان.. وحَشّ الثِّمار: العَجُّور .. التّمَّيْر.. البَزُّون.. القَمْحي والترفاس والبَرقوق.. وكلّ ثمار المواسم.. وتصنع التنانِيْر وأوعية الطعام (البِرْمة والبَقُّوشة)..وفي الأعراس ترفع عَقِيْرتَها بالغِناء على الْمَلأ.. بل كانت تتحاور بالغناوي مع الرجال.. وأكاد أقول إنَّ الفصل بين إبداع الرجل وإبداع المرأة يدخل في باب التمييز! فالشِّعْر والغناء إبداع إنساني لا يخضع لتصنيف الذكورة والأنوثة.. والمسألة راجعة كما أَسلفْنا إلى توزيع الأدوار الاجتماعية.. والدليل على ذلك أنّ الرجل عندما يقوم بعملية الطَّحن يهاجي أيضاً.. استضاف أَحدهم غنّاوة العَلَم عند المرأة ( 11 ) أحمد يوسف عقيلة الشيخ عمرَ المختار وبعضَ رفاقه المحافظيّة.. فأَخذ يُعِدّ لهم العشاء.. فكان يتغَنَّى على الرّحَى: باشا ثمان أدْوار اللي عَشاه مازال في الرّحَى الأَدْوار: أَدْوار المجاهدين..جَمْع دَوْر.. وهو شبيه بالْمِيليشيا في وقتنا الحالِي..

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789959371096
  • تأليف:احمد يوسف عقيلة
  • دار النشر:دار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع
  • التصنيف:الأدب والشعر
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2020
  • عدد الصفحات:99
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.22
ردمك (ISBN)9789959371096
دار النشردار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع
التصنيفالأدب والشعر
اللغةالعربية
سنة النشر2020
عدد الصفحات99
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.22

كتب ذات صلة

19.00 ر.س
35.00 ر.س
43.00 ر.س
25.00 ر.س

كتب لنفس البائع

25.00 ر.س
20.00 ر.س