حـنــاطـة

إذا حاولت سبر غور مشاعر شاعر سأجيب أن نعم.. حين تتعشق الجمال معنويا وماديا وتغوص في تفاصيل عشيقك تبحث في جغرافيته إن صح التعبير ستدرك أن لا عشق بلا ملامح تحس وتربت عليها وتطؤها قدمك فتتألم حين يسيطر هاجس أن وزنك الثقيل يؤلم التربة ويقض مضجع جذور شجرة نامت قديما هاهنا وتجذرت فروعها... وترسم (على كيفك) خطوط تخيلاتك تجاه هكذا عشق فتؤمن كماي أن للعشق تضاريس وأفكار الشاعر (أحمد جلنقة) عن الوطن أنه ليس مجرد بسيطة يعاش عليها بل انتماء لجسد يتوحد فيه ، سيجد رؤيتي لرؤياه الفكرية في قصيدته عشق الوطن التي كتبتها استهلالة غير نمطية للمفتتح. وهكذا سنجد قدرة على التمازج والتوحد في أفكار شاعرنا التي كونت مجموع قصائد الديوان الثلاثة والعشرين لأنه صاغ أفكارها كما قرأنا متوحدين إنسانا وبيئة.. وبيئة الإنسان التي يقترب منها هو بحكم تربيته الأصيلة في البيت الليبي الذي تديره أم قوية تشبعه لبن التعافي من عقدة الآخر وإن خرج عن مألوف الأدب الشعبي المتعارف عليه في قصيدة شعبية هي أيضا ابنة بيئتها بالأخيلة والاستعارات والتشبيه وباللفظة المحببة للمتحدثين الآنيين في الشارع الحاضر لا الماضي ولهجتهم المقبولة